8 نقاط تدعوك لأن تعمل في شركة صغيرة في بداية عمرك المهني, قبل أن تبدأ عملك الخاص

الميديا والإعلام أصبحت تسيطر على أذهان الكثيرين, لدرجة تجعلهم ينقادوا إليها دون تفكير … فعندما تجد أن ريادة الأعمال أصبحت مجردة من معناها الحقيقي, وأصبح الأمر عبارة عن كلمات متكررة والتركيز على الإرادة كأنها العامل النهائي في تحديد مصير العمل, وكالعادة الخطوات أصبحت روتينية وهي حضر فكرة, أكتب خطة عمل (وربما نحضر دورات في هذا الخصوص) , أدخل في مضمار منافسة مع أفكار الآخرين, مبروك لقد فزت, خذ بعض الصور ثم إفشل بهدوء, والآن لنكرر الأمر مع غيرك وربما معك أنت بشيء جديد !

سيتبادر إلى ذهنك ما علاقة هذه المقدمة بعنوان المدونة ؟ المقدمة هي واقع يحدث بشكل مستمر سببه عدم وجود الخبرة ! بالتأكيد أن الإرادة عنصر مهم جدا ولكنها ليست العنصر الوحيد الذي يجعل منك الشخص الذي تقود الأعمال وتصنع المنتجات.

الأمر يشبه تماما كرة القدم, فمهما يكون لديك من شغف وإرادة, لن تصبح لاعب يجيد الكرة ويلعب في أندية كبيرة إلا إذا مارست الرياضة الحقيقية وتدربت في كل يوم, ولعبت في أندية صغيرة حتى إستطعت أن تثبت جدارتك لتنضم إلى صفوف نادي أكبر وأكبر, ويمكنك أن تتابع مسيرة جميع اللاعبين المعروفين وتعرف كيف أصبحوا بهذه المهارة.

لذلك نأتي إلى السؤال الرئيسي ماذا يعني أن تعمل في شركة صغيرة ؟

  • التعامل مع الضغط: عندما تعمل مع شركة صغيرة فإنها بالتأكيد تحاول قدر الإمكان تقليص نفقاتها وزيادة إنتاجيتها لتبقى على قيد الحياة, وهذا ما ينتج عنه الضغط الذي يعطيك خبرة في سرعة التعلم والتعامل مع المشكلات والضغوط المختلفة, التي تكون أكبر بكثير عندما تقوم أنت بتأسيس شركتك الخاصة.
  • المرونة: الشركات الكبيرة مهما كانت مرنة فإنها تحتاج إلى البيروقراطية الشيء الذي يتطلب إجراءات و إعداد أوراق ونماذج وعمليات إدارية, وهذا الشيء لا يكون بالشكل نفسه في الشركات الصغيرة, لأنها تحتاج إلى السرعة في الإنتاج والمرونة, لذلك واقعية الشركات الصغيرة هي الأقرب عند تأسيس العمل.
  • حقيقة العمل الاولي التأسيسي:  حجم إطلاع الذين يعملون في الشركات الصغيرة على معلومات لها علاقة بإنشاء العمل, ومعرفة تفاصيل يصعب الإطلاع عليها في الشركات الكبيرة, مما يساعدهم على معرفة معلومات تخص نواحي التأسيس نفسها والشراكة والإستفادة منها مما يساعدهم في فتح شركاتهم الخاصة مستقبلا.
  • لعب أدوار مختلفة: عندما تكون في الشركات الصغيرة فإنها تحتاج منك أن تكون شخص متعدد المهام, تقوم بعمل نواحي تقنية, وإدارية وتسويقية, وهذا يعلمك كيف تقوم بالكثير من الأشياء, التي ستجد أنها أساسية ومهمة لك.
  • سهولة الإنتقال: ليس من الصعب ترك شركة صغيرة, ففي الأغلب لا يوجد تعقيدات كبيرة سوى تسليم العمل وطلب الإستقالة كما أن القرار قد لا يحتاج ذلك التعقيد, ولكن عكس ذلك في حال العمل في المؤسسات الكبيرة التي بالتأكيد ترتبط بها إرتباط أكبر, ويصعب أصلا إتخاذ ذلك القرار.
  • تجنب عثرات وأخذ الدروس: الشركات الصغيرة تتعرض للكثير من الموجات الحادة التي تؤثر على جميع من في داخل الشركة, فتعلم كيف يتم في بعض الأحيان الإضطرار إلى الإستغناء عن الموظفين, و الإضطرار إلى الحلول الصعبة ليبقى العمل على قيد الحياة وهو ما يمكن أخذ الدروس منه وتجنبه أو تطويره عند بدء عملك.
  • تعلم الأحلام والشغف: هذه الشركات هي تحلم بأن تكبر وتتطور لتصبح قصة نجاح, لذلك ترى هذه الأحلام موجوده في المعنيين بالشركة وتشاهد كيف يمكنهم تجرع العلقم, والإستمرار في مشوار يشوبوه الغموض أحيانا, والتحديات وهو ما تدرك أهميته لبقاء عملك مستقبلا.
  • الإحتكاك المباشر بالمدير التنفيذي: المدير التنفيذي هو مجموعة من الخبرات التي يمكن الإستفادة منها, لذلك يمكنك في الشركات الصغيرة دائما الوصول إلى الإدارة التنفيذية, والجلوس معها, ومشاركتها فنجان القهوة. العكس تماما في الشركات والمؤسسات الكبرى التي من الممكن ان تمر فترة توظيفك كاملة دون أن تلتقي الإدارة !

لكن ليس ذلك بالمجان بكل تأكيد, فعليك أن تعلم أن هذه الشركات صاحبة إمكانيات محدودة, ولا يمكنها بالتأكيد دفع رواتب عالية, كما أنها قد تشهد تغييرات سريعة, وضغوطات مختلفة. هي مرحلة ينبغي عليك دائما التركيز في الإستفادة من التعلم فيها قدر وإكتساب المهارات دائما.

وبإختصار إذا ما أردت تأسيس عملك الخاص, فإنك تحتاج إلى الخبرة فعليا التي تكتسبها من خلال عملك في مهام وأدوار وضغوط مختلفة, خصوصا إذا لم تبدأ منذ صغرك فأسرع طريقة هي الإحتكاك بالخبراء, وهذا غالبا لا يكون إلا في الشركات الصغيرة.

بالتأكيد يتبادر للذهن, السيلكون فالي في ولاية كليفورنيا, أمريكا والتي تعد مقصد ومكان للشركات الناشئة حيث خرجت معظم قصص النجاحات الموجوده على الإنترنت الآن, وأن هناك الكثير من صغار السن بدأو ونجحوا في أعمالهم منذ صغرهم, ولكن الأمر ليس كذلك تماما.

فحسب مجلة فوربس فإن أعمار أصحاب الشركات الكبرى حسب سنهم وقت التأسيس: فيسبوك (20), مايكروسوفت (20), أبل (21), جوجل (25), تويتر (30), أمازون (30), تيسلا (34), أوركال (35), نيتفلكس (37), زينجا (41), وولمرت (44).

ومتوسط السن العام لمؤسسي أصحاب الشركات التي إستطاعت تجاوز المليون دولار كعوائد هو 39 عام, حيث إكتسب أغلب هؤلاء خبرات من خلال عملهم لدى شركات صغيرة, أو أنهم منذ نشأتهم كانوا يبنون الكثير من نماذج الأعمال التي فشلت وقادتهم إلى أن يعملو شركة جديدة, أو أنهم عملو من صغرهم في أعمال حرة.

يمكنك مشاهدة نصائح جاك مؤسس موقع علي بابا الذي تؤكد على ما ذكرناه في المدونة

ونسعد بأننا في رزن, قمنا بتأسيس العمل بخبرة فريق تجاوزت العشرة سنوات من العمل في الشركات, والتي أعطتنا الكثير من الخبرات في كل من المجال التقني والمجال الإداري, ومع هذا فإننا نواجه تحديات كبيرة كل يوم نتجاوزها بما لدينا من رصيد معرفي وشغف في عمل منتجات رائعه.

دمتم بود,
إلى تدوينة أخرى.

 

لا تعليقات

أترك رد