كيف تبني منتجك التقني بدون مستثمر … لماذا فكرة أن تطلب نقود أولا هي فكرة سيئة

من عناصر النجاح الأساسية في أي منتج أو مشروع هو عنصر “التوقيت” لأن الكثير قد يحاولون قبل الوقت المناسب فلا يكون هناك قبول من الزبائن، أو يأتون بعد فوات الأوان فيكون السوق قد تشبع.

وبالتالي فإن هناك كثير من أصحاب الأفكار، الذين يشاهدون المشاكل بأم أعينهم ويعرفون حاجة الناس لها، و لكن ما يمنعهم من تنفيذ هذه الأفكار هو عدم وجود مستثمر ليقوموا ببناء الأفكار.

ويعتبر المال من أكبر التحديات التي تواجه أي ريادي أعمال في العالم العربي خصوصا، نظرا لقلة رؤوس الأموال المجازفة المستعدة على دفع الأموال في المرحلة الأولى من مراحل بناء المنتج.

لماذا انك تطلب تمويل في المراحل الأولى هي فكرة سيئة

لأسباب عديده، طبعا كتير من الناس بيسمعوا عن الإيكو سيستم اللي صاير من وراء الشركات العملاقة، فيعتقد أن هذه هي الفكرة الواقعيه. خطط جيدا للفكرة وحضر الأوراق وإذهب إلى أصحاب رؤوس الأموال وأقنعهم واحصل على التمويل وقم ببناء المنتج، ثم توسع واطلب المزيد وهكذا، سهل أليس كذلك؟

ولكن الحقيقة المرة هي غير ذلك، عدد محدود من الشركات الذي يحصل على التمويل الأولي المجدي فعلا وهذا العدد قد لا يتعدى الواحد بالمائة من الذين يطلبون التمويل.

كما أنك ستحتاج لوقت كبير جدا مستهلك في عملية التمويل والإقناع وعند حصولك على تمويل تحتاج إلى الإقناع والإجتماع، وهي وظيفة كاملة وتحتاج إلى الكثير من الوقت.

الأمر الأخر هو أنك عندما لا تملك طلبات، زبائن وغير ذلك فإن منتجك بحاجة إلى المراجعه وكذلك هذا سيفرض عليك شروط وأمور أولية من الصعب تجنبها في وقت لاحق.

بناء منتجات تعتمد على الزبائن هو الحرية المطلقة، لأنك تملك مال حقيقي، وخدمة حقيقية، وأنت النافذ في كل ذلك. ولا يعني ذلك أنه يمكنك الإستفادة من التمويل لاحقا عندما تثبت صحة وقوة وحاجة منتجك

وعادة ما أواجه الكثير من الأسئلة في هذا الصدد، كيف تقومون بتطوير المنتجات الخاصه بك، من أين تستطيع توفير الدعم اللازم، لا يوجد مستثمرين ما هو الحل؟ والكثير من الأسئلة المشابهة.

والحقيقة أننا منذ بدأنا رحلتنا في بناء المنتجات لم نفكر في جلب إستثمار وكان همنا منذ البداية في كيفية بناء المنتج وتطويره ووصوله إلى الناس. ولكن كيف قمنا بذلك؟ هناك نماذج عمل يمكن من خلالها بناء شركة تعتمد على دخل الزبون.

نموذج عمل الدفع المسبق

والفكرة تقوم على أساس أن يقوم العميل بدفع المبلغ مسبقا قبل تسليم الخدمة، وبالتالي فإنك تستطيع الحصول على سيولة قبل البدء بالخدمة أو المنتج، وهذا سائد في القطاع الخدماتي مثل أعمال الإستشارات، أو أن تعتمد على أحد العملاء لبناء منتجك الخاص، فمثلا يمكنك الذهاب إلى صاحب عيادة وإخباره بأنك ستقوم بتطوير نظام العيادة الخاص به بشكل خاص وبتكلفة مخفضة جدا، وعليه يمكنك بناء المنتج وتجربته ايضا بتمويل من العميل، على أنك المالك الحقيقي للمنتج الذي يمكنك بيع نسخ منه بوقت لاحق.

نموذج عمل الإشتراك الدوري

وهذا النموذج رائع لأنه يعطيك إمكانية لتوقع الدخل والثبات، خصوصا مع الإشتراكات الطويلة، والفكرة تقوم على تزويد خدمة أو منتج تقوم بالتجديد دوريا سواء شهريا أو سنويا وهكذا. وهي سائدة في نظام ال SaaS أكثر. ويمكن أن يظن الكثيرين أن تكلفة بناء ال SaaS هي تكلفة باهظة وأنه ينبغي لتطبيق هذا النموذج والتحصيل عمل نظام معقد. ولكن هذا الأمر ليس صحيح بالكلية بل يمكنك توفير خدمة بسيطة جدا بالبداية واخذ اجر عليها وبالتالي الحصول على تمويل من الزبون لتطوير خدمة أو خدمات أخرى وهكذا

نموذج عمل بناء منتج من خلال الخدمات

إذا كنت تملك مهارة معينة، مثل البرمجة فيمكنك تمويل نفسك من خلال تحصيل المال ووضعه في المنتج الخاص بك وهذا البند خطير ويحتاج إلى تحكم قوي، فكلما ابتعدت عن المنتج كلما كان من الصعب تطويره والتركيز به، لذلك حاول دائما أخذ مشاريع وخدمات قريبه جدا في مجال المنتج الذي تبنيه حتى تضيف للمنتج ولا تفقد تركيزك في بناء المنتج الخاص بك.

نموذج عمل الندرة

وفكرته تقوم على أنك تقوم بتوفير كمية محدودة لوقت محدود لفئة من الناس، فمثلا في صناعة الملابس لا تقوم بتوفير جميع الأحجام، ولكن تقوم بتصنيع قطع محدوده وبيعها في وقت محدد، وهذا من شأنه دفع الناس على أخذ قرار الشراء لأنهم يعلمون أن هذه الملابس لن تتوفر إلا لمرة واحده. ويمكن إستعمال هذا النموذج في البيع أكثر بالذات في عالم التصميم والمطبوعات ونحو ذلك.

نموذج عمل المنصة

وهنا الفكرة أنك تقوم بتوفير مكان للبائعين أو مزودين الخدمات والمشترين وأخذ عمولة مقابل هذه المنصة، ما يمكن القول هنا أنه عليك أن تربط الطرفين بشكل جيد، وأن تقوم بتسويق المنصة كمصدر ثقة، ويمكن أن يكون هذا النموذج هو الأكثر تكلفة، ولكن لا يشترط أن يكون أونلاين. فيمكن أن يكون أيضا في الحياة الواقعية ومن ثم الإنتقال إلى طور الأونلاين كمرحلة قادمة.

ما هي نماذج العمل التي قمنا بالإعتماد عليها لتطوير المنتجات من خلال الزبائن ودون تمويل مستثمر

عن تجربتنا فقد إستخدمنا أغلب الطرق لتمويل أنفسنا، فقد قمنا بناء منتج من خلال العميل من خلال أننا طورنا العديد من المتاجر الإلكترونية وربطها بالشبكات الإجتماعية، ومن ثم قمنا عندما قمنا ببناء متجر لقطة قمنا بالإعتماد على الدخل القادم من العملاء من خلال البيع الإلكتروني

وخلال بناء وتطوير المتجر وإطلاق منصة عربوست كنا نبني خدمات خاصة لزبائن مختلفين لتطوير متاجرهم، حملاتهم التسويقية وغيرها وما قمنا بتحصيله قمنا بوضعه في تطوير المنتجات الخاصة بنا.

كما أننا قمنا بتطوير منصة عربوست لربط مزودين الخدمة (المؤثرين) وكذلك المشترين (الشركات) من خلال نموذج عمل المنصة.

ونؤمن بأننا لم نبذل الجهد الكافي في البحث عن تمويل، وذلك لتركيزنا في القيمة الحقيقية للمستخدم النهائي، ولكن هناك فرق كبير بين أن تذهب لممول وأنت لا تحتاجه أو أن تذهب لممول وأنت في أمس الحاجة إليه.

وتأكد تماما بأن حاجتك للمستثمر لا تقل عن حاجة المستثمر لك، القصة تكمن في متى؟ وأين؟ وكيف؟

في هذا البودكاست أستعرض المدونة بمقطع صوتي

دمتم بود إلى تدوينة أخرى

لا تعليقات

أترك رد