معتقد البعض الدائم في الشركات

حقيقة المشكلة

كثيرا ما تترد العبارات العدائية بين البعض والشركات الخاصة وقد ترددت إلى مسامعي الكثير منها , فعند أي حدث قد تنظمه شركة أو تشارك فيه أو توعية أو مؤتمر .. إلخ تجد أن البعض يقول ” عملت هيك مشان الفلوس , مشان تسوق لنفسها ” ورغم أني أؤمن أن الكثير من الشركات تسير في هذ الإطار إلا أن هناك ماهو دون ذلك أو من يقوم بذلك لخدمة اهداف قد تكون نبيلة .

كما أن موظفو الشركات غالبا ما يظنون أن شركاتهم تتقاضى الملايين وأنهم هم سبب هذه الملاين وانهم لا يعطونهم منها إلا الشيء اليسير , وكذلك الحال بالنسبة للمتدربين يظنون أنهم يستعملون كأداة إنتاج دون مقابل وأنهم ركيزة الشركة في المشاريع.
أتفق أن الكثير من الشركات تفعل ذلك ولكني أؤمن بأن هذه الشركات هيه مؤقته ومؤقته جدا ولا تستطيع أن تنمو إلا لفترة قصيرة لأن الهدف هو المادة وعندما يكون الهدف ماديا بحتا فإن التخلي عن الشركة هو من أسهل القرارات , أما على الصعيد الأخر فهناك من الشركات من تنظر حقا إلى الصورة الكاملة وتنظر لمصالحها ومصالح غيرها وتنفع نفسها وغيرها و تؤمن بأهدافها , إن الشركات هيه كيان مثل الإنسان قد يكون النافع لنفسه ولغيره وقد يكون الذي يستغل الناس لنفسه  فقط ,لذلك لا أرى في الحكم على الشركات الصورة الإستغلاليه دائما دون معرفتها ومعرفة أسبابها الحقيقية.

يدفعون لأجل أهدافهم النبيلة ؟

ومن الملفت أن ترى حقا بعضا من الشركات تكلف نفسها بجهد ومال ووقت حتى تحقق اهداف النبيلة مثل التوعية أو تأدية أي مسؤولية اجتماعية , كما أن تسويقهم لأنفسهم يكون لأجل تحقيق أهداف من هذا النوع , فهم يؤمنون أن الناس لن يقوموا بسماعك أو الإلتفات إلى ما قد ينفعهم دون أن تقوم بعمل أحداث ممتعة أو مثيرة للاهتمام مثل مأدبة طعام أو توزيع جوائز أو أي شيء اخر  يثيرهم.
ولاشك أن هذا التسويق له بعد مادي , ولكن ما المشكلة لو كان المال هو وسيلة في النهاية لتزيد من امكانيات وتحقق المزيد من الأهداف التي تنفع الجميع , وليس هدف يجب تحقيقه بأي وسيلة !

 

عايشته

ومن اكثر ما دفعني لأكتب هذه المدونة هو ما حدث معي بتجربتي مع المتدربين المختلفة الذين قررنا أن نقوم بتدريبهم بهدف أن نساعدهم في تدعيم سيرتهم الذاتية وكذلك تعلمهم المزيد في المجال التقني والإداري لإكسابهم الخبرة , وفي حال كان منهم من يوائم طريقة العمل وينسجم مع الفريق فإنه يكون له الإستمرار إذا ما سنحت الفرصه بذلك , أما عن المهام فقد تم تكليفهم بمهام لمجرد التدريب ليس لها أي قيمة حقيقية في المشاريع الفعلية , ولكن في نهاية الشهر الأول نظروا إلى أنهم يقومون بكثير من الأعمال وأنهم يجب أن يكون لهم راتب دوري وفي حال غير ذلك فإنهم لن يستطيعوا الإستمرار  , واخبرني احدهم” نحن بنعمل شغل كبير ” , أما من استطاع ان يستمر منهم فكان له ما اراد ,  وحين تسترجع سير الناجحين ترى انهم كانوا يدفعون الكثير ليتدربوا ويتعلموا.

وقصة أخرى حدثت عندما كنت قد اشتركت في مجموعة أنشأت على الفيسبوك من قبل أحد أساتذة الجامعات لهدف دعم السوق وتوفير فرص العمل للخريجين فقمت بإخباره بأني سأحاول جاهدا تنزيل إعلانات تخص وظائف حقيقة لإعلامهم , ولكن وجدت بأني بعد أن قمت بإنزالها قام بحذف كل ما قمت به وكذلك حذفي واخبرني أن هذا إعلان تسويقي يخص الشركة !!

إذا فالقضية تنتشر بين الأغلب , بسبب ما قامت به بعض الشركات من عكس صورة المستغل دائما في نظر الجميع , ولكن هذه قاعدة ليست صحيحه ولا تنطبق على الجميع  فلنعطيهم فرصة لتبيين أهدافهم , حتى يكونوا سببا في تحقيق أهدافك.

دمتم بود

لا تعليقات

أترك رد