قرأنا ما يكفي عن ال ERP , ماذا بعد ؟

لقد رغبت في أن أدون تدوينة اخرى تجول في الخاطر ولكن بعد أن تحدثت بنبذة عن أنظمة ال ERP في كل من تدوينة “نظام إدارة موارد الشركة (ERP) .. إرتقي بشركتك بأقل التكاليف” و “لمن يؤمن بإرضاء العميل كأفضل وسيلة للربح .. نظام ال CRM” , وصلتني العديد من الرسائل في هذا الصدد , وأردت أن أكتب هذه التدوينة لعلها تساعد الكثيرين في تحديد ما يحتاجونه فعلا

دعونا نأخذ أمور في عين الإعتبار قبل الشروع في تحديد النظام :

1- هل أستطيع تنفيذ الERP في مؤسستي؟

تعتبر هذه النقطة فاصله ومهمه جدا لنجاح النظام فقد تحدث إلي الكثير من التقنيين في هذا الصدد وكان هذا سؤالي الأول لهم , بمعنى هل الإدارة تتعاون بشكل مطلق بتنفيذ الERP وجعل الموظفين ملزمين بالتغيير والتعامل مع التقنية الحديثه بدلا من طريقة العمل المتعارف عليها

 

2- متى يمكنني تحصيل العائد المادي من ال ERP ؟

تطبيق ال ERP بشكل أو باخر يكلف المؤسسة الكثير , ولكن بالمقابل هو يساعدها بتحقيق أرباح وجودة على المدى البعيد , فقد ذكر مدير مبيعات Microsoft ال ERP في الشرق الأوسط  أن قرابة ال 85% من العملاء يشعرون بالرضا بالعوائد بعد سنتين من التطبيق بشكل فعلي , إذا فعلينا عدم إستعجال النتائج

 

3- من سيقوم بالتنفيذ والإشراف ؟

هذا النوع من الأنظمة هو حذر بشكل كبير , بمعنى لا يمكن تسليم الأمر لشركة تقوم ببناء ال ERP الخاص بمؤسستي إلا في حال كانت هذه الشركة قد درست طريقة العمل بشكل تام وسلمت مخططات واضحه لما ستقوم به وناقشت الأمر جيدا مع الإدارة , أما في حال أن الشركة المنفذة لا تملك سوى خبرة التنفيذ التقني , فيفضل اللجوء إلى مستشارين سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها والإجتماع الدوري لتحديد العمل ولا يمكن بأي حال الإعتماد على التقنين فقط داخل المؤسسة دون وجود الإدارة وكذلك العكس فتوفر العنصرين يعد مكملا مهما في النقاشات وتطوير المشروع

 

4- في خلال التنفيذ ماذا ينبغي أن أفعل ؟

عليك دائما معرفة ما يجري في البناء والتواصل الدائم والتعديل ومناقشة الإدارة , كما وأن تهيئة الموظفين من خلال إعطاءهم دورات حاسوبية في حال عدم قدرتهم وإشراكهم في العملية يعد عامل قوي لتهيئتهم على إستخدام النظام عند تفعيله

 

وبعد أن أخذنا هذه الإعتبارات , نأتي إلى الدور المهم وهو إختيار الشركة المنفذة

طبيعة مؤسستك تفرض عليك إختيار النظام أو الشركة المنفذة فمن أشهر الأنظمة القائمة حاليا هي Oracle و SAP وهي تحتل الضوء الإعلامي لكن هل فعلا هذه الأنظمة تناسبني ؟ دعونا نلقي نظرة أعمق على هذه الأنظمة في الشرق الأوسط

هناك نجاح لبعض المؤسسات الكبيرة و فشل للكثير منها عند تطبيقها لل ERP لأن تفكيرها يقتصر فقط على SAP و Oracle ولست هنا لأذكر الأمثلة ولكن سأوضح الأسباب

1- ثقافة عمل المؤسسة لا توافق هذه الأنظمة فمثلا في المملكة العربية السعودية هناك إعتماد للتاريخ الهجري بدلا من الميلادي , وهناك قابلية لتعدد الزوجات وليس زوجة واحده , وتسمية الزوجة تكون بإسم عائلة الزوج وليس الزوجة وهكذا أمور تفرق كثير في مثل هذه الأنظمة ففي حال كانت طبيعة المؤسسة من الناحية الثقافية موافقة للمجتمع المحلي في المنطقة العربية بشكل كلي فعلينا مراجعة النظام خيارنا بشكل دقيق من ناحية الأمور الثقافية وفي حال وجود ثغرة واسعة , ينبغي إيصال الأمر للشركة المنفذة أو اللجوء إلى جهة أخرى

أما في حال كانت فرع لمؤسسة أو شركة عالمية أو حتى طبيعة المؤسسة لا تعتمد على المحليات فالأمر أسهل بكثير فمثلا فرع لفودافون في مصر يطبق نظام SAP بنجاح !

2- حجم المؤسسة أصغر من هذه الأنظمة ومع وجود القدرة الهائلة للتعديل والتغيير فيها  إلا أنها ما زالت منحصرة في إطار المؤسسات والشركات الكبيرة والتي تملك خط إنتاج كامل في أغلب الأحيان , أما إذا كانت مؤسستك أو شركتك تنطوي تحت شركات المتوسطة أو الصغيرة فيفضل اللوجوء إلى شركات تطوير تطور خصيصا لهذا النوع من المؤسسات

3- الإعتماد كلية على طرف واحد وتوليته كامل المسؤولية , كما سبق وذكرنا فإن نجاح الERP يعتمد على جميع الأطراف , المنفذين والتقنيين والإدارين وحتى العاملين … وإهمال أي طرف يؤثر بدرجة كبيرة على نجاح النظام

 

خطوات تساعد على الإختيار

1- توثيق العمليات الخاصة بالمؤسسة بالمؤسسة بمستندات
2- الإستعانة بالمستشارين لدراسة طبيعة عمل المؤسسة
3- ترشيح الأنظمة أو الشركات التي تنفذ المشروع ودراسة المخططات ومقارنتها مع العمليات ومدى توافقها
4- دراسة  المتطلبات التقنية للنظام (السهولة , السرعة , الدعم  … إلخ ) وسجل الشركة في ذلك

 

أتمنى أن يساهم هذا الموضوع في مساعدة التنفيذين أو أصحاب الأعمال على إتخاذ قرار لتطوير أعمالهم , أتمنى لكم التوفيق
دمتم بود
إلى تدوينة أخرى

 

لا تعليقات

أترك رد