موضة ريادة الأعمال, دراسات السوق, خطط العمل … دعك من الهراء ونفذ الأن !

خطة العمل, دراسة السوق, القوة التنافسية, حصص السوق, حصة السوق المتوقعة, خطة النمو… وغيرها الكثير غالبا ما تدردد هذه المتطلبات عند تقديم أي مشروع, سواء كان ذلك بفكرة يراد تنفيذها داخل الشركة أو من خلال جهة تمويل ربحية أو غير ربحية. ويتطلب من المتقدم أن يقوم بعرض سريع لهذه المتطلبات ومن ثم يتم التفصيل فيها بشكل دقيق.

وهذا النمط أصبح مرتبط بشكل كبير بكلمة “ريادة الأعمال” و “المسرعات” و” حاضنات الأعمال” لكن هل هو فعلا واقعي, وهل هذه الدراسات مطلوبة فعلا لنجاح باهر في فكرة ما ؟

سأتكلم هنا عن العالم التقني والذي ارتبطت به منذ سنوات طوال, والذي يتميز بسرعة التغيير والتطور. إن دراسة السوق وعمل خطط عمل تفصيلية و التفكير في كمية محاصصة الآخرين لهو أمر جيد, ويمكن أن يجني ثماره ولكن لا يحدث ذلك إلا بعد دخول السوق وتغيير الخطط مرارا وتكرارا وتغيير نمط العمل, ومنافسة الآخرين لأنه لا يوجد خطة تعمل من المرة الأولى !

إذا إذا كنا سنعمل على تغيير الخطط بشكل دائم, وتغيير نمط العمل حسب متغييرات السوق فما دور التفاصيل الزائدة والدراسات المعمقة لفهم السوق والحصص المنافسين, ولماذا لا نبدأ الأن!

موضة ريادة الأعمال

Entrepreneurship-is-OK-but-how-will-you-797x450

أصبحت ريادة الأعمال هذه الأيام موضة ومساحة إعلانات وجذب بطرق ضيعت المحتوى الأساسي, حيث الكلمات المبتذلة والتسويق لفكرة “النجاح” بإتباع الخطوات المتعارف عليها “دراسة شاملة, تجهيز عرض, لجنة وعرض سريع, فوز, إحتضان, تعب وإجتهاد ومن ثم تعب وشدة حيل ومن ثم تعب ومن ثم نجاح”

ولكن الواقعية تثبت فشل هذه الطرق لعدة نواحي:
1- الأشخاص المتقدمين هم أشخاص حديثي العهد بكل الأشياء “تقنينا, عالم الإدرة والأعمال”
2- اللجنة التي تقوم بإختيار الفائزين غالبا ما تكون لجنة “أكاديمية” أو “موظفة” وليس لها علاقة بعالم الإدارة والأعمال سوا أنها تقرأ وتطلع, ولم يسبق لها العمل الفعلي والنجاح بمشاريع فعلية”.
3- إعتماد التمويل على فكرة الدراسات ومحاصصة المنافسين والدراسات المعمقة !
4- الإحتضان بنمط ثابت للجميع ووقت محدد للجميع مثال “سنة بقيمة كذا وكذا”.
5- تبني فكرة “المسابقات” لدعم الأفكار.

كما أن الفهم الخاطيء لكلمة “ريادي” بأنه ذلك المجتهد الذي حصل على التمويل, أو الذي كان يعمل من غرفة المنزل أو الكراج لهو فهم قاصر جدا, وهذا ما يذكره كتاب The Lean Startup

حيث يؤكد أن الريادة ليست تتعلق بمكان وإنما يمكن أن تكون في شركة كبيرة أو في فرد أو في أي مكان, ويعرفها بتعريف بسيط “هو القدرة على تبني أعمال فيها عدم وضوح و شكوك ومخاطر” مثل أن تقوم شركة بعمل منتج جديد, أفراد يطوروا فكرة فريدة وإلخ.

الإبتكار, المخاطر تتفوق !

beautiful-mind

فما هو البديل إذا للدراسات السوق, خطط الأعمال والتفكير في محاصصة الأخرين … الإجابة هو الإبتكار!.
فالإبتكار يعطيك حرية كبيرة ويترك قتال المنافسين, ومحاصصتهم, ويصنع سوق جديد تماما. مثال قد نرى أن الناس لم يكونوا يدفعوا في هواتف المحمول ذلك المبلغ الكبير عندما كانت نوكيا المسيطرة على السوق, وكانت موتوريلا وأريكسون وغيرها يتنافسون على محاصصة السوق, ولكن عندما جاء جهاز مبتكر كليا مثل الأيفون إستطاع أن يصنع سوق جديد برغم غلاء سعره مقارنة بتلك الأجهزة, وأقبل الناس على دفع أموالهم في هذا الهاتف الجديد! وبالتالي أصبح هناك سوق جديد, ونقود لم تكن لتدفع في الهواتف المعتادة.

وهذا ما يؤكد عليه Elon Musk مؤسس بيبال, وسيارات تليسا الكهربية, والكثير من الأعمال الناجحة وهو مازال في الأربعينيات. وكذلك هناك الكثير من أمثاله والذين إبتكروا حيز وسوق جديد إستطاعوا من خلاله تحقيق نجاح باهر بسبب أنهم إعتمدوا على الإبتكار.

Elon Musk
Elon Musk

وهنا أؤكد بأن دراسة السوق ونحو ذلك مهمة مع سرعة التنفيذ, مثال عند فتح محل نسائي يجب أن يكون المكان متاح لوصول النساء إليه بشكل سهل, وهذا يتم خلال عمل قراءة سريعة لفكرة معينة لتحديد خياراتها ومحدداتها وأولوياتها.

هل يجب أن أفعل شيء جديد كليا !

بالتأكيد لا, فقد يكون تغيير شيء ما, أو تطويره بطريقة مختلفة, أو تنفيذه في مكان مختلف هو إبتكار, فمثلا فيسبوك لم يكن هو الشبكة الإجتماعية الأولى بل كان هناك myspace و hi5 وغيرها, ولكن كل ما فعله هو أنه قام بعمل أشياء مختلفة بمزايا مختلفة. كما أن تبني المخاطر, وعدم اللحاق دائما حول بريق الشعارات المختلفة لهو جزء كبير من نجاح الفكرة, فالتجربة وسرعة التنفيذ تعطيك قراءات جيدة لخطتك الواقعية!

ماذا أبتكر؟

ليس هناك حدود للإبتكار, ولكن من خلال القراءة العامة أرى بأن الناس يقدروا الوقت, ويحبوا دائما التوفير في أوقاتهم, لذلك تطبيق أفكار في عالم التقنية تعمل على توفير وقت الناس غالبا ما يكون ناجخا, فمثلا يمكن للناس أن يقوموا بدفع أموال لتوفير خط إنترنت سريع أو خدمة سريعة, وقس على ذلك.

أتمنى أن تكون تدوينتي أضافت لكم, دمتم بود
إلى تدوينة أخرى

 

1 تعليق

  1. مقال رائع أحييك عليه .. دائما ما كنت أرى أن خطط ماقبل تنفيد أي مشروع تقني مجرد مهزلة و مضيعة للوقت.

أترك رد