8 نقاط تجنبك سنوات من العمل والتكلفة … قبل أن تتغول في فكرتك العبقرية، هل هي فعلا كذلك؟

حسام الكرد يشرح في نقاط بسيطة كيف يمكنك تجنب أخطار البدء بأي فكرة

لا يكاد أحد من رواد الأعمال يبدأ مشروع، أو أي شخص خطرت في ذهنه فكرة إلا أن يرتبط شخصه بهذه الفكرة ويبدأ في التعمق والتعمق، حتى يصل إلى أن لا يتقبل أي نقطة ضد الفكرة، ولا يستمع إلى السوق “المقياس الوحيد الذي يقيس ما اذا كانت هذه الفكرة فعلا شيء، أو لا شيء”، وهذا من شأنه أن يضيع الكثير من الجهود والتكاليف التي قد تكون باهضة جدا في الوقت والثمن.

وأتفق بأنه ليس هناك ما يسمى فكرة فاشلة، ولكن ربما لا تكون في المكان والوقت والسوق السليم، لذلك فإن الفكرة هي مجرد فكرة … قد تتغير ببساطه! ومعرفتك بذلك سيساعدك كثيرا في تحديد الفكرة التي قد تكون الشيء الكبير الذي تطمح به.

في هذه التدوينة أطرح مجموعة من النقاط التي تساعدك على معرفة ما اذا كانت فكرتك قد تكون شيء كبير، أم أنها فكرة لا يمكن التعويل عليها. وأخذك لهذه النقاط من البداية سيساعدك بكل تأكيد على تحديد وجهتك في الفكرة.

هل هي تحل مشكلة؟ هل تعلم ما هي المشكلة؟ هل تعيش المشكلة؟

قد يبدو هذا السؤال ساذج ولكنه من أهم النقاط التي ترتكز عليها الفكرة، ففرضية أن فكرتك منبعها هي مشكلة وليس أضغاث أحلام يتعلق بمدى إحساسك ومعرفتك بهذه المشكلة. لذلك فلا تتطلع إلى حل مشكلات بعيده عنك وليس لديك إلمام كافي بها، بل إبدأ من مشاكل محيطة بك، إبدأ من مشاكل موجودة ومحليه.

فريدة بدرجة معينه، تستطيع أن تعين ذلك؟

النقطة هنا في معرفتك بماذا يختلف منتجك أو فكرتك، وقدرتك الحقيقية على تحديده بشكل دقيقه، والكثير يقع في خطأ “الأفضل” أو “الأحسن” وهي كلمة عامة لا تعني للزبون أو للمستخدم شيء، فالمستخدم لن يعتبر أي شيء أفضل إلا إن وجد جودة أعلى بنفس أو أقل من السعر الذي يدفعه الآن.

ولا يعني ذلك أن الإختلاف يجب أن يكون بالسعر، السعر هو أحد الوسائل، وإنما هناك إختلاف أنت تعرف مدى أثره وقيمته، ويمكنك تعيينه وتحديده بشكل دقيق.

هل الناس تعتبرها حاجة أم كمالية؟

لا يعني إعجاب الناس بالفكرة دليل كافي على أنها ستكون مصدر عمل فعلي، فمجرد الإعجاب لا يكفي لعمل فكرة ناجحة!
الناس قد تستخدم منتجك بالإعجاب لمرة واحده لكنه لن يكون مصدر مستمر لهم. وعند حدوث أي مشاكل إقتصادية فإن الناس تتجه إلى حاجاتها وتترك أي كماليات، وبالتالي من المهم جدا أن يكون منتجك حاجة فعليه والناس تتطلع دائما لإستعماله.
خصوصا وإن كان منتجك يساعد في حل إقتصادي مثلا، فإن الأزمات ستكون دافع للناس لإستخدام منتجك.

تستطيع إيصالها للمستخدم النهائي بسعر مقنع؟

ربما تكون فعلا فكرة رائعه ويحتاجها المستخدم، ولكن لا يستطيع أن يحصل عليها بسبب تكلفتها. فعلى سبيل المثال ان كنت تستهدف فئة الشركات الناشئة في منتجك أو فكرتك، فلا يمكن لشركة ناشئة أن تدفع في خدمة مثل عمل ثابت أو مؤسسة كبيرة مهما كانت الخدمة المقدمة.

تستطيع إيصالها لسوق أكبر، تستطيع تكبيرها؟

إجابتك على هذا السؤال تساعدك كثيرا خصوصا عندما تكون محتار بين مجموعة من الأفكار، فالفكرة التي يمكنها التوسع والإنتشار دون معيق هي فكرة غالبا ما يكون لها أفق أوسع ودخل أفضل، فعلى سبيل إذا رغبت في إنشاء مطعم بفكرة مبتكرة، يكون من الصعب التوسع وذلك للحاجه لعمل فروع في كل مكان تستهدفه، أما إن كان الأمر متعلق بخدمة إلكترونية، فإن التوسع يكون بالتأكيد أسهل بكثير.

هل هناك من يقوم بمثلها؟ شبيه بها؟ هل تعرفهم جيدا؟

هذه نقطة يحاول الأكثر الإبتعاد عنها، فبمجرد البحث في جوجل لأول عشرة نتائج يعتقد أنه ليس هناك أي أحد يقوم بما يفعل، وأنها فكرة لم تولد بعد، دعني أخبرك بالحقيقه، جميع الأفكار التي قد تفكر فيها، قد سبق لشخص أن قام بذلك ونفذها بطريقة معينة، ما يهم هنا هو وجود هؤلاء الذين قاموا بمثل ما تفكر فيه، وأن تعلمهم جيدا، من هم؟ أين مكانهم؟ كيف يقومون بالخدمة؟ بكم يقدموها؟ هل يستخدمها الناس أم لا؟ إجابتك عن هذه الأسئلة سيساعدك حتما في فكرتك، فعدم وجود منافسين بالمطلق هو أمر صعب، ولا يخدم فكرتك كثيرا! لأنو وجودهم يدل على حاجة الناس إلى شيء مثل منتجك.

هل تستطيع وصفها بسطر أو سطرين؟

لا تستهين في هذه النقطة، أستمع إلى الكثير من العروض التي تشرح أفكار ويبقى الريادي يدور ويدور حتى يتمكن من إيصال فكرته، وينتهي الأمر بأنه فعليا ليس لديه إلمام كامل أو تصور نهائي لما سيقوم به!
إذا كان لديك تصور عما تفكر بعمله، فيجب أن تكون لديك القدرة لوصف الفكرة في سطر أو سطرين.

هل توافق اللوائح؟ هل فيها شيء من الخطر؟

ليست النقطة أن تتعمق في اللوائح والقوانين وغير هذا، النقطة هي هل الفكرة مبنية على أساس سليم ويقدم خدمة واضحه، ولا تعتمد على ثغرة معينه أو إلتفاف عن القانون، أو تشكل أي خطر. لأن ذلك من شأنه أن يجعل أساسها هش جدا ويمكن ببساطة أن تذهب أدراج الرياح في أي تطوير أو تغيير يحدث.

إذا إستطاعت فكرتك تجاوز هذه النقاط، فهذا ليس معناه أنها فكرة ستغير العالم، ولكنه مؤشر أن فكرتك قد تكون شيئا. وفي حال دون ذلك فهذا مؤشر مهم بأنه عليك تغيير الفكرة أو التعديل عليها لتستطيع ان تجيب هذه الأسئلة.

هذا البرودكاست عن ورشة تمت، وسأقوم بمشاركة فيديو لاحقا للورشة ذاتها

دمتم بود إلى تدوينة أخرى

لا تعليقات

أترك رد